مقياس : مدخل إلى علم الاجتماع
سنة أولى علوم سياسية
السؤال الأول : حدد معاني المصطلحات التالية :
أ/ الظاهرة الاجتماعية : و هي كما عرفها دوركايم " نماذج من العمل و التفكير و الإحساس التي تسود مجتمعا من المجتمعات و يجد الأفراد أنفسهم مجبرين على اتباعها في عملهم و تفكيرهم ، بل و تفرض على إحساسهم " فهذه النماذج و الأنماط ينتجها الأفراد لكنها تستقل عنهم و يصبح لها قدر من السلطة عليهم .
ب/ الإستاتيكا الاجتماعية : و تعني دراسة المجتمع في حالة ثباته و استقراره أي دراسته باعتباره ثابتا خلال فترة زمنية محددة و دراسته كذلك في مختلف تفاصيله و جزئياته من خلال مختلف النظم و البنى التي تكونه ( النظام الاقتصادي ، الديني ، الأخلاقي ، السياسي ....).
جـ / الديناميكا الاجتماعية : و تعني دراسة المجتمع في حالة تغيره و تطوره أي دراسته في حركته الدائمة و المستمرة من خلال محاولة معرفة الكيفية التي يتغير من خلالها المجتمع والأسباب التي تؤدي إلى تغير طبيعة و وظيفة النظم و البنى الاجتماعية المختلفة .
د/ الفعل الاجتماعي : هو ذلك السلوك الذي يقوم به الأفراد حيث يتضمن هذا السلوك معنى يضفيه عليه الأفراد القائمون بالفعل من خلال ما يشكل ذواتهم من قيم و معايير و خيالات و أحاسيس .......، و يكون الفعل اجتماعيا بالقدر الذي يضع فيه كل فاعل أفعال الآخرين في حسبانه فيضفي الفاعل معنى على فعله من خلال ما يفهمه و يتوقعه من أفعال الآخرين .
السؤال الثاني : يميز دوركايم بين نوعين من التضامن الاجتماعي . أذكرهما ، و حدد الفرق بينهما .
نوعا التضامن الاجتماعي لدى دوركايم هما التضامن الآلي و التضامن العضوي .
الفرق بين نوعي التضامن الذين أوردهما دوركايم يكمن في اتصال كل نوع من أنواع التضامن بحالة التطور التي يكون عليها المجتمع ، فالتضامن الآلي نجده في المجتمعات البسيطة التي تضيق فيها الفوارق الاجتماعية و تتحد خلالها هموم الأفراد و اهتماماتهم على مستوى العيش و التفكير ، فالناس في هذه المجتمعات يحيون نفس المشاعر و تجمعهم المعايير و القيم ذاتها لذلك نجد بينهم انسجاما و تكاملا عقليا و عاطفيا نتيجة امتثالهم لهذه القيم المشتركة ، و قد سمى هذا النوع بالتضامن الآلي لأنه يحدث بشكل آلي و عفوي لا دخل فيه لأية وسائط مقصودة ، فالتضامن هنا يحدث نتيجة للسلطة الاجتماعية الممارسة على الأفراد من خلال المؤسسات المختلفة للمجتمع ( أسرة، قبيلة ........) . إنه ( التضامن الآلي ) يقوم على أساس تشابه و اتفاق الأفراد في جملة المعايير و القيم و المصادر المولدة لهما .
أما التضامن العضوي فيكون في المجتمعات المعقدة حيث يحل التضامن على أساس الاختلاف محل التضامن على أساس الاتفاق فسلطة المجتمع على أفراده تضعف كلما اتجه المجتمع نحو التعقيد فتصبح الصفة الغالبة على الأفراد هي الفردانية و اتجاه كل فرد نحو تحقيق احتياجاته الخاصة ، لذلك يمكن الاستثمار في هذا الاختلاف و في هذه الفردانية من خلال تقسيم العمل و الوظائف بين أفراد المجتمع ، فتقسيم العمل لدى دوركايم هو العامل الأساسي الضامن لعملية التضامن الاجتماعي فمن خلال تقسيم العمل يمكن أن يبرز نوع من الحاجة لدى الأفراد نحو بعضهم البعض فيكون هناك اتصال و تضامن فيما بينهم .
السؤال الثالث : لكل من ابن خلدون و ماركس إسهام خاص في مجال الدولة ، أبرز الكيفية التي نظر بها كل منهما إلى نشأة الدولة و انهيارها .
لقد اهتم كل من ابن خلدون و ماركس بقضية الدولة من حيث نشأتها و تطورها و انهيارها ، فابن خلدون يرى أن الدولة تقوم على أساس العصبية و هي تلك الرابطة التي تجمع الأفراد من خلال عنصر القرابة ( المصاهرة ، الدم ، الجوار .....) فهدف العصبية لدى ابن خلدون هو الملك و الدولة فالدولة في أول مراحلها تتسم بقوة العصبية لكن هذه العصبية سرعان ما تتلاشى خلال المراحل الأخيرة و ما يلازم ذلك من انغماس في الشهوات و إسراف و تبذير ، لذلك يكون الرفاه و الحضارة اللذان تبلغهما الدولة و يبلغهما معها المجتمع سببا في انهيار هذه الدولة و زوالها ، فالدولة لدى ابن خلدون كالشخص تماما لها عمر محدد بثلاثة أجيال و عمر الجيل الواحد هو أربعون سنة فلا مناص إذا أن تنشأ الدولة على عصبية من العصبيات ثم تتطور عبر مراحل أهمها تحقيق قدر من التطور و بلوغ درجة من التحضر نتيجة للعمل الجاد الذي تضمنه قوة العصبية التي تهدف إلى الحفاظ على أهل هذه العصبية و تحقيق حاجاتها المختلفة من خلال إقامة دولة تلبي لهم هذه الحاجات و المصالح لكن هذه الدولة تضعف و تتلاشى بتلاشي سبب قيامها و هو العصبية ثم تنهار بانهيار الرابطة التي تجمع الأفراد نحو بعضهم البعض و باللامبالاة التي يصبح عليها صاحب الدولة إذ يصبح كثير التبذير متلافا للخيرات التي تتوفر عليها الدولة فتصير الدولة إلى زوال .
أما ماركس فقد اعتبر أن الدولة تقوم على أساس الصراع ، فالتاريخ البشري هو تاريخ صراع بين الطبقات ، تحكم خلاله الطبقات السائدة حكما تستغل خلاله الطبقات التي تخضع لها ، فقد كان المجتمع البشري في أول أمره على حالة من المشاعية البدائية حيث كل شيء متاح أمام الناس جميعا ، لكن بتشكل الثروة وبروز الملكية ظهر النظام العبودي كوجه من أوجه الاستغلال الطبقي ثم النظام الإقطاعي ثم الرأسمالي حيث كانت عملية الانتقال تتم من خلال انقلاب الطبقات المستغلة (بفتح الميم ) على الطبقات المستغلة ( بكسر الميم ) ، ويرى ماركس أن النظام الرأسمالي سيؤول إلى الزوال من خلال الثورة البروليتارية ( ثورة العمال ) التي تطيح بهذا النظام المستغل وتقيم نظاما آخر جديدا يضمن توزيع الثروة بشكل عادل وهو الدولة الاشتراكية ، هذه الدولة التي تقوم على أساس ديكتاتوري من خلال الإطاحة بالنظام الرأسمالي ستكون دولة ديمقراطية لأن الأغلبية( طبقة العمال ) ستحكم الأقلية التي بقيت متمسكة بالمبادئ الرأسمالية ، لكن هذه الدولة ليست غاية في ذاتها لأن الهدف الأسمى لدى ماركس هو الوصول إلى مجتمع من دون طبقات ولاصراع حول الملكية ، لذلك ستكون الدولة الاشتراكية مجرد مرحلة فقط لإقامة المجتمع الشيوعي الذي تغيب فيه الطبقات وينتفي خلاله الصراع ويزول مبرر وجود الدولة ، فلا يصبح للمجتمع حاجة بهذه الأخيرة لأن هذا المجتمع سيصبح مفتوحا أمام الجميع فالكل يأخذ ماشاء وكما شاء وفقا لمبدأ " لكل حسب حاجته " تماما كما كان عليه الأمر خلال المرحلة المشاعية البدائية .
الأحد، 6 يونيو 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق