سفيان ميمون
وقع في يدي مقال لأحد الأساتذة نشر في جريدة الشروق اليومي ليوم 20/11/2008 خصصه صاحبه للحديث عن أستاذ الجامعة معتبرا إياه سببا رئيسا وعلة أولى لعلل الجامعة ، فأردت أن أعزز ماأتفق فيه معه وأنكر ما حقه الإنكار .
يبدو واضحا أن الجامعة الجزائرية تعيش أزمة كبيرة وتتخبط في مشاكل عويصة إداريا ،بيداغوجيا، علميا......، لكن هذه المشاكل والأزمات لايتحمل وزرها الأستاذ وحده ، كما لا يمكن أن نلمس الحل عنده دون سواه من أطراف الجامعة والمجتمع على السواء.
تتشكل الجامعة والمجتمع كلاهما –كما يعلم ذلك الجميع – من أطراف عديدة يختص كل طرف بجانب من الجوانب ، فالإدارة للتسيير والأستاذ للتعليم والنقابة لتبليغ المطالب وهذا هو أصل وجود هذه الأطراف المختلفة ، فإذا نحن أرجعنا سبب تخلف الجامعة ومشكلاتها إلى الأستاذ وحده فكيف نحكم على إدارة الجامعة؟وكيف نحكم على المنظمات الطلابية داخل الجامعة ؟ وكيف نحكم على كل الجزئيات الأخرى دون الأستاذ؟ هل هي بخير ؟ هل يكفي أن يكون الأستاذ بخير في أداء وظيفته وتبليغ رسالته لتكون الجامعة كلها بخير؟
لا أظن أن هذا الطرح صحيح من الناحية المنطقية إلا إذا عملنا على البحث عن رئيس لسفينة النجدة وجعلناه الأستاذ ذاته من مبدأ الوعي الذي يضمه والمعرفة التي يحيط بها ،ولكن هذا الأستاذ هو صنيع لظروف جامعية ومجتمعية قبل أن يكون صانعا لها ، وعليه فإن منصب الرئاسة قد يخونه أو أن يتقاسمه في أحسن الأحوال مع جوانب أخرى من جوانب الجامعة لها نفس القدر في صناعة الوضع الجامعي على نحو محدد.
صدق الرؤية وموضوعية الطرح تقتضي أن يغطي الناظر إلى الجامعة جميع جزئياتها بالتدقيق والتحقيق فلا يقصر نظره على جزئية بعينها لمجرد تقصير لحظه في هذه الجزئية أوشعور بالإحباط أو غيرة على رسالة الأستاذ المهدرة ودوره الضائع، وأحب هنا أن أضرب مثالا من واقع الجامعة الجزائرية لنرى حدود المسؤولية التي يتحملها الأستاذ، هذا المثال يعرفه –وبكل مرارة – العارفون بخبايا الجامعة ، عندما تنظم هذه الأخيرة مسابقات للتوظيف فتقع ثمة تلاعبات في اختيار المترشحين، وحينما تنظم مسابقات الماجستير فيظفر بعدد لا بأس به من المناصب من ليس لهم سابق معرفة بالتخصص الذي التحقوا به ،بل إن بعضهم من الذين التحقوا بتخصص في العلوم الإنسانية مثلا ليس لهم عهد بهذا الصنف من العلوم ، فهل نحمل الأستاذ وحده المسؤولية ؟ أم أن كل جزئيات الجامعة وأطرافها ذات صلة بهذا الوضع العفن؟ هل نحمل الأستاذ كعضو في اللجنة العلمية المقيمة لعمل المترشحين ؟ أم نحمل الإدارة التي في يدها أوراق المترشحين ؟ أو نحمل منظمات الطلبة التي تملك أوراقا للضغط على الإدارة وإجبارها على قبول مترشحيها ضمن الفائزين بالمناصب وإن لم يكونوا مؤهلين لشغل ذلك المنصب ؟ الكل شركاؤ في هذا الواقع المزري الذي تعيشه الجامعة الجزائرية،ويحز في نفسي هنا القول أن عددا معتبرا من الذين التحقوا بالتدريس في الجامعة يعدمون فعلا واستحقاقا الشهادات التي منحت لهم وهم من هؤلاء الذين لم يدرسوا التخصص الذي يدرسونه ، فكيف يكون أستاذ الغد –أعني الطالب – الذي يأخد العلم في تخصص معين عن أستاذ ليس له صلة بهذا التخصص .
هذا هو الواقع الذي جعل الجامعة والمجتمع يركنان إلى أسفل دوما ويزيد هذا الواقع تعفنا وانحطاطا تغطيتنا على هذه الوقائع والمحافظة عليها لأسباب ومصالح خاصة .
إن النظرة الشاملة للأمور وحدها الكفيلة بتشخيص الوضع ،ووضع مايلزم لتجاوز هذا الوضع .
يبدو واضحا أن الجامعة الجزائرية تعيش أزمة كبيرة وتتخبط في مشاكل عويصة إداريا ،بيداغوجيا، علميا......، لكن هذه المشاكل والأزمات لايتحمل وزرها الأستاذ وحده ، كما لا يمكن أن نلمس الحل عنده دون سواه من أطراف الجامعة والمجتمع على السواء.
تتشكل الجامعة والمجتمع كلاهما –كما يعلم ذلك الجميع – من أطراف عديدة يختص كل طرف بجانب من الجوانب ، فالإدارة للتسيير والأستاذ للتعليم والنقابة لتبليغ المطالب وهذا هو أصل وجود هذه الأطراف المختلفة ، فإذا نحن أرجعنا سبب تخلف الجامعة ومشكلاتها إلى الأستاذ وحده فكيف نحكم على إدارة الجامعة؟وكيف نحكم على المنظمات الطلابية داخل الجامعة ؟ وكيف نحكم على كل الجزئيات الأخرى دون الأستاذ؟ هل هي بخير ؟ هل يكفي أن يكون الأستاذ بخير في أداء وظيفته وتبليغ رسالته لتكون الجامعة كلها بخير؟
لا أظن أن هذا الطرح صحيح من الناحية المنطقية إلا إذا عملنا على البحث عن رئيس لسفينة النجدة وجعلناه الأستاذ ذاته من مبدأ الوعي الذي يضمه والمعرفة التي يحيط بها ،ولكن هذا الأستاذ هو صنيع لظروف جامعية ومجتمعية قبل أن يكون صانعا لها ، وعليه فإن منصب الرئاسة قد يخونه أو أن يتقاسمه في أحسن الأحوال مع جوانب أخرى من جوانب الجامعة لها نفس القدر في صناعة الوضع الجامعي على نحو محدد.
صدق الرؤية وموضوعية الطرح تقتضي أن يغطي الناظر إلى الجامعة جميع جزئياتها بالتدقيق والتحقيق فلا يقصر نظره على جزئية بعينها لمجرد تقصير لحظه في هذه الجزئية أوشعور بالإحباط أو غيرة على رسالة الأستاذ المهدرة ودوره الضائع، وأحب هنا أن أضرب مثالا من واقع الجامعة الجزائرية لنرى حدود المسؤولية التي يتحملها الأستاذ، هذا المثال يعرفه –وبكل مرارة – العارفون بخبايا الجامعة ، عندما تنظم هذه الأخيرة مسابقات للتوظيف فتقع ثمة تلاعبات في اختيار المترشحين، وحينما تنظم مسابقات الماجستير فيظفر بعدد لا بأس به من المناصب من ليس لهم سابق معرفة بالتخصص الذي التحقوا به ،بل إن بعضهم من الذين التحقوا بتخصص في العلوم الإنسانية مثلا ليس لهم عهد بهذا الصنف من العلوم ، فهل نحمل الأستاذ وحده المسؤولية ؟ أم أن كل جزئيات الجامعة وأطرافها ذات صلة بهذا الوضع العفن؟ هل نحمل الأستاذ كعضو في اللجنة العلمية المقيمة لعمل المترشحين ؟ أم نحمل الإدارة التي في يدها أوراق المترشحين ؟ أو نحمل منظمات الطلبة التي تملك أوراقا للضغط على الإدارة وإجبارها على قبول مترشحيها ضمن الفائزين بالمناصب وإن لم يكونوا مؤهلين لشغل ذلك المنصب ؟ الكل شركاؤ في هذا الواقع المزري الذي تعيشه الجامعة الجزائرية،ويحز في نفسي هنا القول أن عددا معتبرا من الذين التحقوا بالتدريس في الجامعة يعدمون فعلا واستحقاقا الشهادات التي منحت لهم وهم من هؤلاء الذين لم يدرسوا التخصص الذي يدرسونه ، فكيف يكون أستاذ الغد –أعني الطالب – الذي يأخد العلم في تخصص معين عن أستاذ ليس له صلة بهذا التخصص .
هذا هو الواقع الذي جعل الجامعة والمجتمع يركنان إلى أسفل دوما ويزيد هذا الواقع تعفنا وانحطاطا تغطيتنا على هذه الوقائع والمحافظة عليها لأسباب ومصالح خاصة .
إن النظرة الشاملة للأمور وحدها الكفيلة بتشخيص الوضع ،ووضع مايلزم لتجاوز هذا الوضع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق